وصف المواضيع الفرعية

كونجرس المجلس الدولي للأرشيف في أبو ظبي – وصف المواضيع الفرعية

السلام والتسامح

جاءت حقبة ما بعد الجائحة محمّلة بمجموعة من التحديات في عالم تغمره الصراع والتحديات. لذا، يتعيّن على الأرشيف في جميع أنحاء العالم، سواء كان وطنياً أو إقليمياً أو حتى شخصيّاً، أن يرتقي إلى مستوى التّحديات التي تسببها الأحداث الجارية في الساحة الدولية، فدور الأرشيف لا ينحصر في إظهار مظاهر السلام والتسامح، بل هو أحد ركائز السلام والتسامح على الصعيد الوطني كما على الصعيد المجتمعي.  

وستكون هذه الدورة للكونجرس الدولي 2023 في أبوظبي مساحة للمشاركين ليسلّطوا الضوء على أهمية الأرشيف في تحقيق السلام والتسامح والحفاظ عليهما في المجتمع. كما وسيتسنى لهم التركيز على دور الأرشيف في تعزيز السلام والتسامح بين الدول على المستوى الدولي. فغالباً ما يُشار إلى الأرشيف على أنه ذاكرة الشعوب، ولكنه ليس ذاكرة صامتة أو خاملة، بل هو صوت المعرفة، وهو عنصر مهم مساهم في إغناء المجتمعات والأمم. 

التقنيات الناشئة: السجلات والحلول الإلكترونية

في نهاية المطاف، ستصبح كافة الوثائق رقميةً. ومثلما حلّت المخطوطات محلّ الصخور كوسيلة للتعبير المكتوب، ستحل الوسائط الرقمية محل الورق. ولكن يحيط الغموض التقنيات المطلوبة لإنتاج سجلات رقمية معتمدة ومتكاملة ومستدامة وقابلة للاستخدام. 
 
ويجادل المتحمسون للتكنولوجيا بأن الأدوات اللازمة لإنتاج سجلات رقمية آلية متاحة الآن، وبالتالي فإن استخدامها ما هو إلا مسألة قرار وميزانية. ولكن لا يمر أسبوع بدون سماع خبر حول تعطل الخدمة الرقمية في جميع أنحاء العالم بشكل أو بآخر.
 
يرى آخرون فرصة في هذا التحول الكبير إلى العالم الرقمي. سواء في مجال الذكاء الاصطناعي أو سلسلة الكتل أو التعلم الآلي، وعليه، فإن هذا المسار ضمن الفعالية يسلط الضوء على الفائدة والقيمة التي ستضفيها التقنيات الناشئة على الوثائق والسجلات والأرشيف.
 
هل ستأتي التقنيات الناشئة مقرونة بالحلول أم ستجلب معها أعباء إضافية؟ سيسلط هذا الموضوع الفرعي الضوء على التحديات التي يواجهها أمناء الأرشيف ومديري السجلات في سعيهم إلى دمج التقنيات الجديدة في مهامنا وعملياتنا. لذا تم تخصيص هذا الموضوع الفرعي الذي يوفر مساحة أوسع للاستماع إلى قصص النجاح المتعلقة بالتقنيات الناشئة في مجالات إدارة السجلات والأرشفة.
  
المعرفة المستدامة والكوكب المستدام: الأرشيف والسجلات وتغيُّر المناخ
 
تشكّل المعرفة المستدامة أساساً للتنمية المستدامة ولتحقيق المبادرات المتعلقة بالتنمية والتطوير مثل أهداف التنمية المستدامة، وبخاصة، الهدف 13: العمل المناخي الذي يتطلب منا جميعاً إعادة النظر في التأثيرات الناتجة عن ممارساتنا على البيئة، واعتماد استراتيجيات التحديث التي توسع نطاق الأرشيف وتحقّق أهداف التقليل من انبعاثات الكربون في الجوّ.

ويعتمد تحقيق كافة أهداف التنمية المستدامة بشكل كبير على توفر المعلومات الموثوقة على المدى الطويل. ومن هنا، يمكن اعتبار مؤسسات الأرشفة بمثابة مؤسسات اجتماعية يجب عليها أن تحافظ على ثقة الرأي العام بها وأن توفر تلك المعلومات بطريقة سهلة تخوّل اكتشافها واستخدامها وإعادة استخدامها في المجال العام وفي التعليم والبحث العلمي وصنع السياسات الحكومية. وفي هذا السياق، لا يمكن إغفال الأثر الذي يخلّفه تغير المناخ على المجموعات الأرشيفية بذاتها، بما في ذلك ارتفاع مستويات سطح البحر، والظواهر المناخية القاسية، بالإضافة إلى التأثيرات الاقتصادية السلبية التي تحول دون توفر التمويل المطلوب لاستمرارية برامج الحفظ والوصول.
الثقة والأدلة

في عصر “الحقائق البديلة” و”الأخبار الزائفة” والمعلومات المضللة وتهديدات الأمن السيبراني، أصبحت الحاجة إلى الأدلة الموثوقة (السجلات والمعلومات والبيانات) أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. فما هو دورنا في هذا المجال؟ من هم حلفاؤنا؟ وما هو دور متخصصي السجلات والأرشيف في حوكمة الإنترنت؟ يجب على الأرشيف أن يحافظ على ثقة الرأي العام به وأن يوفر تلك المعلومات بطريقة سهلة يخوّل اكتشافها واستخدامها وإعادة استخدامها في المجال العام وفي التعليم والبحث العلمي وصنع السياسات الحكومية.

وعندما نتحدث عن الثقة والأدلة فإننا نعني أيضاً الانفتاح على المستخدمين لفهم احتياجاتهم لكي نعزز ثقتهم بنا وبما نقوم به ولكي يتعرفوا إلى كيفية حصولنا على المعلومات وحفظها وتوفيرها. فكيف نمكّنهم لكي يمكنونا هم بدورهم؟ 

إن الأدلة التي تحتويها المجموعات الأرشيفية تنطوي على قيمة عميقة عابرة للأجيال ويجب على المؤسسات الأرشيفية أن تحافظ على ذاكرة الماضي المسجّلة وأن تصونها لكي يتم استخدامها في المستقبل. في هذا الصدد، تتعرض قيمة الأرشيف إلى تهديد مستمر من خلال قائمة طويلة من التأثيرات السلبية، بما في ذلك الإهمال التكنولوجي والإداري والتدمير المتعمد والصراعات والنهب والاتجار غير المشروع.

الاتاحة والذكريات

الوصول إلى الأرشيف حق وليس امتيازاً. والباحثون وأصحاب المصلحة هم الذين يقررون ما الذي يريدون تحقيقه من وصولهم إلى الأرشيف. ومع ذلك، ويبرز الوصول إلى الأرشيف تحديات، لا سيما في ما يتعلق بسوء استخدام المواد والاقتباس الخاطئ، وبخاصة التنسيقات الرقمية. ويتعين على الأرشيف الحفاظ على المعرفة كما وله دور اجتماعي في مشاركة الذكريات المشتركة لبناء مجتمعات غنية.

ويُعدُّ الوصول إلى الأرشيف، سواء كان إلكترونياً أو مادياً، من أهم الوسائل التي تساهم في إغناء المجتمعات. إنما تبرز تحديات على صعيد إتاحة الأرشيف والوصول إليه وهي تعود إجمالاً إلى سوء الاستخدام وعدم الاعتراف بالمواد المستخدمة في مجموعة متنوعة من الأنماط وبخاصة على المنصات الرقمية.